اليوم
قررت السفر إلى ليبيا الجديدة ، لكن أول مشكلة صادفتني هي أن لون جوازي
أخضر، وهذه مشكلة بالتأكيد مع أناس أثبتوا بالصوت والصورة أنهم متخلفون
عقليا.
كنت أفكر في مشكلة الجواز لكنني فوجئت أن هناك مشكلة، فجدي
اسمه الأخضر، وهو ملتصق بي في الاسم الثلاثي، ولم يكن رحمه الله يعلم أنه
سيتسبب لي في هذه المشاكل مع جماعة علم البطيخ.
تخيلوا علما يحمل لون البطيخ المسمى بالدلاع: قشرة خضراء ولب أحمر وبذر أسود.
لقد قضى جماعة الدلاع عشرات السنوات وهم يظهرون لمعمر القذافي قشرتهم الخضراء، قبل أن يكشفوا عما في قلوبهم وبطونهم من ألوان أخرى.
تأملت ثيابي لأتأكد من عدم وجود أي قطعة خضراء.
في الطريق إلى المطار اكتشفت أن جماعة البطيخ قد وقعوا في
مشكلة كبيرة وعليهم مثلا أن يغيروا لون النبات،لون الأشجار ،لون الخس
والخيار والطماطم قبل نضجها والفلفل ..معقول من كل الطيبات أخذوا فقط
البطيخ وأعلنوا العداوة ضد كل ما عداه؟
لقد خسروا التفاح والإجاص والعنب والخيار والخس والفلفل بنوعيه الحاد والحلو والزيتون .. معقول هناك غبي يخسر كل شيء مقابل البطيخ ؟
تخيلوا شخصا يخيرونه بين الزيتونة الشجرة المباركة المذكورة في القرآن فيختار أن يتبطخ و(يتنيل بستين نيلة)..
في المطار كنت أفكر في ثلاثية ألوان علم البطيخ: ولا أعرف لماذا فكرت في الأقاليم الثلاثة، إقليم فزان وإقليم برقة وإقليم طرابلس.
إقليم فزان الأسود نسبة إلى النفط ، الذهب الأسود.
إقليم برقة الأحمر الدموي الذي بدأت منه المأساة الدموية في ليبيا ..
إقليم طرابلس الأخضر المتهم بولائه للقذافي.
مرّ بي مسافر ياباني، ولأول مرة أكتشف أن ليبيا واليابان
أصبحتا قريبتين جدا..ليس في التكنولوجيا طبعا ، بل في العلم ..علم اليابان
فيه دائرة ..وعلم ليبيا أيضا يمكن أن يختصر الألوان الثلاثة ليرمز إلى
البطيخة بلونها الدائري.
مسكين هذا الشعب الليبي..صام دهرا وأفطر على بطيخة..
في الطائرة تذكرت كيف غيّر هؤلاء المرضى اسم الساحة
الخضراء، ستكون مهمتهم صعبة للغاية، لأنه يتحتم عليهم أن يأخذوا الدهان
البخاج ويغيروا اللون الأخضر في كل شيء حتى في البازلاء والبطاطا ..العفو
البطاطا ليست خضراء.
وكنت أتخيل كيف يمكن لحملة واسعة في ليبيا أن تحارب اللون الأخضر.
هل سيدهنون العشب والخضر والفواكه؟
وإذا جاءهم الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة ماذا سيفعلون به؟
والدولار؟ الورقة الخضراء.
ومن كانت عيونه خضراء ماذا يفعل؟ يضع نظارات أم عدسات لاصقة؟
وحزب الخضر في أوروبا ..هل ستطالب دولة البطيخ الأوروبيين بمنع حزب الخضر واستبداله بحزب المخططين؟سبحان الله
أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة مخطط هو (الحمار الوحشي).
حتى الجنة جاء في بعض الأحاديث أنها موصوفة بالخضرة.
أما أرواح الشهداء فهي في حواصل طير خضر في الجنة..
هذه الأشياء المصراتية التي تحمل الرشاشات وتطل من سيارات
البيك آب والتي يسمونها ثوار ستداهم كل محلات الأشرطة والأقراص بحثا عن
أغنية عبد الحليم حافظ (تونس أيا خضراء)..(عبد الحليم حافظ طلع طحلوب يا
جدعان).
كل ثيران العالم تكره اللون الأحمر إلا ثيران ليبيا تكره
اللون الأخضر.
أصحاب دكاكين (الخضر والفواكه) عليهم أن ينسجموا مع الوضع الجديد ، صحيح أن
الفواكه غير ممنوعة لكن كلمة الخضر يجب تغييرها ..ربما تصير: الحمر أو
الصفر ..أي لون.
ولئن كان كل البشر يسرون لرؤية الماء والخضرة والوجه الحسن
كما جاء في الحديث، فإن ثوار ليبيا يسرون لرؤية الدم والبطيخ ووجه مصطفى
عبد الجليل.
وتبقى أكبر مشكلة سيواجهها ثوار (الدلاعة) هي الرسوم الكارتونية: الرجل الأخضر..
صحيح أن الدلاعة قد تصلح موضوعا لأغنية على غرار البرتقالة، لكن أن تكون رايتها دلاعة.....هههههه.
غريب أمرهم.