قوات الصاعقة فرقة من فرق الجيش المصري يتم إعدادها جسمانيا ونفسيا عن طريق تدريبات خاصة جدا خلافا لباقي فروع الجيش. يشترط في الملتحق بالصاعقة لياقة بدنية وجسمانية عالية، كما أنه يخضع لاختبار طبي.
أصل التسمية
يرجع أصل تسمية فرقة الصاعقة المصرية إلى عصر الملك رمسيس الثاني، كما هو مسجل على جدران معبد أبو سمبل، حيث اختار الملك رمسيس الثاني كتيبة من أفضل الجنود وأعطاهم تدريبا مكثفا وأطلق عليهم اسم الصاعقة.
الإعداد والتهيئة
تعقد الفرقة في بداية الأمر تحت قيادة وحدات الصاعقة علي أعلي مستوي من التدريب بمدرسة الصاعقة في أنشاص، ويتم اختيار العناصر التي تراها المدرسة من الضباط ليأخذوا الفرقة من ضباط وحدات المظلات ووحدات الصاعقة ولواء الوحدات الخاصة البحرية. ومدة الفرقة (السيل) 34 أسبوعا كاملا دون توقف، كما يتم عمل الاختبارات الطبية للأفراد للتأكد من سلامتهم الطبية أولا. وتتوزع خطة التدريب بشكل عام كما يلي:
الجزء الأول
ومدته 4 أسابيع وهو كالآتي: تدريب الأفراد على التأقلم على معيشة فرد العمليات الخاصة وهى تتطلب جهدا واسع النطاق من الفرد الذي يتدرب، وهى تجعل الفرد قادر على تحمل الصعاب في ميدان الحرب.
الجزء الثاني
مدته أسبوعان وهو تعليم الفرد السباحة العسكرية والإنقاذ البحري تحت الماء والطوارئ البحرية والإسعافات الأولية.
الجزء الثالث
ومدته 7 أسابيع وهو عبارة عن اختراق الضاحية لمسافات تزيد عن 30 كيلومترا في وهج النهار وفي منتصف الليل في أوقات قصيرة.
الجزء الرابع
1- مدته أسبوعان وهو تعليم الغطس الدفاعي والغطس الهجومي بواسطة أسطوانة الأكسجين ذات الدائرة المغلقة (عدة الغطس للوحدات الخاصة) ويقوم معلمي السيل بمهاجمة المتدرب تحت الماء هجوما يدويا لأخذ معداته وسرقتها من تحت الماء بعدها يتعلم كيف يدافع عن نفسه ويأخدها منهم مرة أخرى. ثم التدريب على انتشال وإنقاذ الأفراد في حالة فشل أو تمام مهمة تحت الماء بعد التأكد من إصابتهم.
2- أسبوع الرماية باستخدام كافة أنواع الأسلحة ويتم التدريب في النهار وأثناء الليل.

الجزء الخامس
وهو الجزء المتعلق بالقفز بالمظلات ويقفز المتدرب قفزا حرا وقفزا تكتيكيا وقفزة تطهير المجال أيضا في النهار وفى منتصف الليل على الأرض ويقفز داخل الماء لمسافة تبعد عن الشاطئ 5 كيلو متر والعودة من داخل الماء إلى الشاطئ
الجزء السادس
ومدته أسبوعان وفيه يقوم المعلمون باتباع طرق تدريب قاسية جدا للمتدربين وفى هذين الأسبوعين يتضح الأفراد الذين يرغبون فعلا في أن يكونو فدائيين أو العكس، ومن لا يستطع التحمل يستخدم معه (التكدير العنيف) وهو لفظ خاص بالعسكريين إشارة إلى التوبيخ القاسي. بعد ذلك يأتي أسبوع التدريب على اختراق الموانع والحواجز. ثم التدريب على مهاجمة الأهداف الساحلية والأهداف البحرية المكشوفة والمغلقة داخل وخارج ميناء العدو بواسطة أسطوانة الأكسجين ذات الدائرة المفتوحة وذات الدائرة المغلقة.
أسبوع الجحيم
هو أقسى فترة في مدة التدريب بالكامل حيث يستيقظ المتدربون في منتصف الليل وهم نيام على أوعية المياه الباردة تلقى عليهم ثم يقوموا بعمل زحف على الرمال تحت وابل ناري، ويتم التدريب في منتصف الليل حيث يتم حرمان المتدريين من النوم قدر المستطاع، كما يستخدم المتدربون النخل أو جذوع الشجر، حيث يستخدم الجنود هذه الجذوع عن طريق حملها والقيام بتمرينات بدنية (ضغط، بطن، عقلة) ومعظم هذه التمارين أثناءالليل، مع رش المتدربين بمياه باردة، أحضرت خصيصا من أجل هذا الغرض، أما بعد ذلك فيتم إرسال أشخاص يحملون أسلحة بيضاء للهجوم على المتدربين في أوقات عشوائية وعلى المتدرب التصدي لهم، بعدها توجد 24 ساعة راحة.
بعد الراحة يتم التدريب على استخدام المتفجرات بكافة أنواعها في البر وفي البحر واستخدام متفجرات حية، أيضا اللتدريب على اقتحام المبانى والأهداف السكنية في القرية التكتيكية وبعد ذلك التدريب على القفز الحر والنزول على الأهداف السكنية وتطهيرها بعد ذلك العودة للتدريبات تحت الماء بما فيها تلغيم الأهداف البحرية بأكثر من طريقة.
وتنتهي فترة الجحيم في بحيرة قارون وجزء خلف السد العالي والجزء الثالث في الفيوم وهذا الجزء يتم تعليم المتدرب فيه النوم والمعيشة داخل البرك والسباحة في البرك والهجوم والانسحاب من البرك المائية، تتميز هذه البرك أيضا بنسبة ملوحة عالية جدا، ثم مرحلة التدريب على الإقامة 24 ساعة نهارا وليلا في البركة في وضع استعداد ووضع هجوم، ويتم تحذير المتدربين من التبول لأن بهذه البرك طبقا للعسكريين جراثيم تسبح في مجرى البول وتقضي على الشخص في ربع ساعة. وفي النهاية ينتهي أسبوع الجحيم وتتم التهيئة للجزء الأخير وفيه التدريب الفعلي والحقيقي على العمليات الخاصة في البحر والجو والبر.
تنتهى فرقة القوات الخاصة مع الحرص على بعض التدريبات الخفيفة نسبيا، الملاحة الجوية والملاحة البحرية وطوابير السير الطويلة من أنشاص وحتى البحر الأحمر ذهابا وإيابا ثم ذهابا مرة أخرى.
من عمليات الصاعقة المصرية
أهم العمليات التي قامت بها قوات الصاعقة ضد الإسرائيليين هي معركة شدوان وكانت في شهر يناير 1970. وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا 70 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية، ورادار بحري.
قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير شملت الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذي استمر لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل أن تقدم المعونة لقواتنا وقد استمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.
وقد تمكن الإسرائيليون بواسطة قواتهم الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة واعترف الإسرائيليون بوقوع عشرة من جنودهم بين قتلى وجرحى بينما يدعي المصريون بأن خسائر الإسرائيليين كانت أكبر من المعلن عنها.
وقالت وكالات الأنباء وقتها أن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطين هما الملازم إسحاق كوهين (24 عام)، والملازم إسرائيل بارليف، وقالت وكالات الأنباء في حينها أن بقية أسماء القتلى لم تعرف.
وفي الثامنة والربع من صباح 23 يناير صدر بيان عسكري مصري أذيع فيه: “العدو بدأ في الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان.. وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة في البحر وما زال الإشتباك مستمرا حتى ساعة صدور هذا البيان”.
وقد استخدم الإسرائيليون قواتهم الجوية المكونة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع للهجوم على بعض القوارب المصرية التي كانت تتصدى له في المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل الدفاع الجوي المصري أسقطت له طائرة أخرى، وقد أنزلت القوات المصرية بالقوات الإسرائيلية خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح (طبقا للمصادر العسكرية المصرية) وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية من إسقاط طائرتين للإسرائيليين إحداهما من طراز ميراج والأخرى من طراز سكاي هوك.
وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التي تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها في الجزيرة.
وكان الإسرائيليون قد أعلنوا مساء ليلة القتال الأولى أن قواتهم “لا تجد مقاومة على الجزيرة” إلا أنهم عادوا واعترفوا في الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.
وفي اليوم التالي للقتال (الجمعة) اشتركت القوات الجوية في المعركة وقصفت المواقع التي تمكن الإسرائيليون من النزول عليها في شدوان وألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات في الوقت الذي قامت فيه القوات البحرية بتعزيز القوة المصرية على الجزيرة.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات الإسرائيلية ويقاتلون بضراوة شبرا شبرا للاحتفاظ بالجزيرة بأي ثمن.
وشهدت المعركة بطولات من العسير حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذي يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة