المتابعون
المتواجدون
اخبار الدول
- احدث الاخبار (37)
- استخبارات خاصة (27)
- افغانستان (4)
- الامم المتحده وجامعة الدول العربيه (3)
- الجزائر (3)
- السعوديه (6)
- السودان (1)
- العراق (18)
- المغرب (1)
- امريكا (10)
- اوروبا (6)
- ايران (6)
- تونس (6)
- سوريا (24)
- طيور الظلام فى مصر (19)
- فتاوى الثورات (4)
- فلسطين (1)
- قطر (11)
- لبنان (2)
- ليبيا (275)
- مصر (141)
- مصنع الاسلحه والرجال (35)
- مقالات (1)
- وثائق ويكيلكس (1)
العالم بين يديك
Blog Archive
اخر خبر
الأحد، 11 ديسمبر 2011
ملفات سرية تنشر لاول مرة عن حرب اكتوبر73
ملفات سرية تنشر لاول مرة عن حرب اكتوبر73
هذه شهادة من الجنود اليهود يرون ما حدث معهم يوم السادس من اكتوبر والذى اصبح عيدا للامة العربية بقعد رد الكرامة والانتصار على اليهود .
حيث لا يزال أثر هذه الحرب ماثلا في نفس كل إسرائيلي وكأنها اندلعت بالأمس ولم يمر عليها ثلاثة وثلاثون عاما كاملة، عدد من ضباط وجنود الجيش الذي كان يعتقد أنه لا يقهر جيش الصهاينة،
كانوا محتشدين في موقعين حصينين من مواقع خط بارليف أدلوا هذا الأسبوع لأول مرة في «معاريف» بأسرار جديدة عن كيفية خداع الجيش المصري لهم وفشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية في التنبؤ بالحرب حتى قبل اندلاعها بدقائق لدرجة أن جنود الاستخبارات كانوا سعداء عندما رأوا في يوم السادس من أكتوبر المصريين ينزعون شباك التمويه عن صواريخ سام 3 فقد اعتقدوا أنهم حصلوا على صور نادرة للصاروخ ولم يدركوا حتى في هذا التوقيت المتأخر أن الجيش المصري يتحرك.
كان موقع «لطوف» أحد 16 موقعا حصينا تشكل خط بارليف ولعله كان أهم هذه المواقع فهو يقع عند جنوب القناة (الكيلو 135) عند نقطة التقاء البحيرة المرة الصغرى بقناة السويس وهو يمتد لنحو كيلو متر وينقسم في الواقع لموقعين «لطوف أ» ولطوف بـ «ومع هذا فوجئ مثل غيره من المواقع بعبور المصريين لقناة السويس دون مضايقة تذكر تم سقوط عدد كبير من الإسرائيليين قتلى بعد أن قصفت المدفعية المصرية التي استيقظ النيام على صوتها خطوط الاتصال بين المواقع الأمامية والصفوف الخلفية. المثير للدهشة أيضا هو أن الموقعين الحصينين لم يصمدا أكثر من 24 ساعة وقعا بعدها في الأسر المصري.
ووفقا للأرقام الإسرائيلية كان يدير الموقعين 27 ضابطا وجنديا اعتمادا على قدرة المخابرات الإسرائيلية على التنبؤ بالحرب وسرعة حشد قوات الاحتياطي لقى 10 منهم مصرعهم في القصف المصري على الموقعين ولقى أربعة مصرعهم بشكل غامض لم يعرف حتى الآن بينما استسلم ثلاثة عشر للأسر المصري.
وعن تفاصيل الحرب المريرة قال مجند من اليهود المتطرفين : اسمي شلومو شاحوري وكنت انتمي للكتيبة 68 في اللواء الأورشليمي والذي كان جنوده يشغلون أغلب مواقع خط بارليف الحصين عند اندلاع الحرب وصلت موقع «لطوف» يوم الثلاثاء السابق للحرب أرسلني قائد الموقع لـ «لطوف بو» الذي كان مخصصا بشكل أساسي لأعمال المراقبة نهارا والتي عند انتهائها يعود الجنود الإسرائيليون للموقع الرئيسي،وبالفعل رأيت بالنظارة المعظمة قائد كتيبة مصرية يشبه أنور السادات بدرجة مذهلة وهو يوجه جنوده ويرشدهم بحزم لطريقة الهجوم،أبلغت قادتي بأنهم يستعدون لاحتلال موقع «لطوف»، لكني من داخلي كنت لا أصدق ان الحرب ستندلع بالفعل.
ويلتقط خيط الحديث«بني فينشتين» حيث قال : لم يحذرنا أحد فوجئنا تماما على الرغم من إننا لاحظنا قبل اندلاع الحرب بعشرة أيام تحركات،لكن عندما ابلغنا المخابرات العسكرية بها سخروا منا وقالوا : هل أنتم واثقون أنها دبابات وليست مدافع، كيف عرفتم أنها دبابات؟
وعن المشاعر المتباينة عند بدء الحرب قال «اساف جوتسفيلد»: كنت نائما ظهر يوم السادس من اكتوبر واستيقظت على القصف المصري وادركت على الفور انه سيقطع خطوط اتصالنا مع الصفوف الخلفية. بينما قال كوبي شنيدرمان : كنت اعتقد عند بدء الهجوم اننا سنستطيع بمعاونة بقية الخطوط من خلفنا صد المهاجمين ودحرهم على الفور.
وفي موقع «لطوف ب» كان يوجد رجال المخابرات العسكرية وكانوا مستقلين بمعنى انهم لا يتبعون قائد الموقع.. ومن بينهم «جيورا ماركس» و«موتي بن اسحق» يراقبون منذ الصباح وفجأة انطلقوا يغنون ويرقصون واستدعوا قائد الموقع لأنهم استطاعوا تصوير صواريخ «سام 3» بعد أن نزع عنها المصريون شباك التمويه دون أن يدرك رجال الاستخبارات الإسرائيلية أن الحرب ستندلع الآن وانهم بعد دقائق سيعانون اليأس والإحباط وسط الحصار المصري المطبق عليهم.
وفي الاطار نفسه قال : «شحوري» قائد الموقع لم نعلن حالة الاستعداد لتلقى هجمات الا في الواحدة و النصف ظهرا ولم يلتزم بذلك عدد من الجنود وظلوا يسخرون مني ويرفضون الدخول للتحصينات حتى بدأ قصف المدفعية ولم أر أحدا ممن كانوا يجادلوني بعد ذلك.
ـ كيف رددت على القصف المصري؟
ـ كان قصفا مرعبا ولم استطع الا أن احاول امتصاص هذه الهجمات بأقل خسائر،لكن الأرض كانت ترتعد من حولنا،وكنت انا ايضا ارتعد من الخوف، واول ما خطر على ذهني هو ان زوج شقيقتي لقى مصرعه في حرب 67 وانني سأموت ايضا في هذه الحرب!! كما تذكرت ما فعلناه بالسوريين عام 67 حيث التففنا حول المواقع السورية وكل من وجدناه داخل المواقع الحصينة قتلناه! وقلت لنفسي سيفعل بنا المصريون الشيء نفسه.
ـ ماذا فعلت ؟
ـ شربت ماء حتى أقلل من ارتعاد جسمي وعند أول توقف للقصف قفزت خارج المخبأ أحضرت اللاسلكي الآلي الخاص بي الذي كنت تركته في الخارج،وكانت المفاجأة الكبرى أن المصريين استطاعوا فك شفرة موجة اللاسلكي الخاص بنا ودخلوا عليها لأسمع عبر الجهاز الخاص بي تهديدات وسباب بالعبرية! وكانت صدمة مذهلة،كنت اسمع بالعبرية «نحن قادمون لكي نقتلكم» وبالفعل سيطر علي اضطراب غير عادي،ولم يكن أمامي إلا الانتظار.
بالفعل وصل المصريون ووفقا لاعتراف الإسرائيليين فقد قتل كل من كان يتحصن أمام فتحات لاطلاق النيران تجاه الغرب أو الجنوب (حيث مواقع المصريين على الجبهة) على الرغم من أنه وفقا للأوامر فقد بدأ جنود المدفعية داخل الموقع يطلقون الدانات في كل اتجاه وهي التعليمات التي أعطيت لهم لتطبيقها عند حدوث غزو للموقع،كل من كان يطلق النيران لقي مصرعه خلال نصف ساعة فقط!
أما الذين كانوا في «لطوف ب» فقد طلبوا النجدة من الموقع الرئيسي لكنهم اخبروهم بأنهم هم أيضا تكبدوا خسائر وان عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم. وظلوا ينتظرون قدوم المصريين لكنهم فوجئوا بهم في النهاية من الخلف يشرعون في الدخول عبر فتحة صغيرة ولم يتراجعوا حتى بعد أن أطلقنا النيران الثقيلة عليهم ولقى عدد منهم مصرعه. ومع هذا وفي تمام الساعة الثانية والنصف قرر من في الموقع الحصين «لطوف ب» الهروب منه نحو الموقع «لطوف أ» بدعوى استدعاء مدد.
ـ لكن هذه كانت خطوة لا طائل منها؟
ـ كان الموقع سيسقط على أية حال،وكنت أفكر بمفاهيم حرب 67،
وبالفعل وصلت موقع تابع لنا وعلمت بأن قائد الموقع الحصين أصيب كما لقى الكثيرون مصرعهم لدرجة أن الجميع رفض الوقوف أمام فتحات إطلاق النار في مواجهة المصريين،بالطبع كانت توجد سرية دبابات إسرائيلية (11دبابة ) تحاول صد المصريين لكنها تراجعت بعد فترة. وعند منتصف الليل حضرت دبابتان إسرائيليتان دخلت واحدة الموقع «لطوف أ» وبقيت الثانية ملاصقة له من الخارج.
اجابة سلبية
القوة الإسرائيلية داخل الموقع «لطوف أ» اعتبرت أن قدوم الدبابات بمثابة انتهاء الكابوس واستقبلت قادة الدبابات استقبال الملائكة المنقذين وتخيل الإسرائيليون أن ما حدث في حرب 67 يتكرر. إلا انهم صدموا عندما رأوا قائد الدبابة يأمرهم بوضع قائد الموقع المصاب أولا فوق الدبابة ثم اثنين آخرين من المصابين ويهم بالتحرك تاركا إياهم لمصيرهم وهنا تذمروا وطالبوه بأن يرافقهم على الأقل وهم يغادرون الموقع بسيارة مدرعة كانت بداخله، الضابط الإسرائيلي اتصل بقادته لكنه تلقى إجابة سلبية بدعوى أن هناك قوة قادمة لإنقاذ الموقع من السقوط.
وهنا توسلنا الى قائد الدبابة لكي يخرجنا من الموقع وقلنا له نحن نعاني من إنهاك شديد والمصريون اصبحوا تقريبا داخل الموقع،ولايوجد معنا قادة.. وفي النهاية بقينا في الموقع مثل الحمقى!
ومع مرور الوقت بدأت الدبابات التي تقاتل من حولنا تعاني من قلة الوقود،كما بدأت تتكبد خسائر فادحة كنا نسمع هذا في اللاسلكي ونحن نرتعد. وفي الصباح وجدنا دبابات وجنودا يحيطون بالموقع،في البداية اعتقدنا انها قوات إسرائيلية، لكننا رأينا قوات مصرية تعبر القناة بزوارق مطاطية فاطلقنا النار عليها وعندئذ تلقينا ردا نيرانيا قويا للغاية وعلمنا ان اثنين ممن كانوا في الموقع الأمامي «لطوف ب» وقعوا في الأسر المصري. ومن الغريب ان ضابطا مصريا قرر أن يرسل الأسيرين وكان أحدهما يتحدث العربية لكي يدخلا للموقع لاقناع بقية زملائهم بالتسليم. وبالفعل اتصل من كانوا داخل الموقع يطلبون من قادتهم قبول العرض المصري لكنهم ابلغونا انهم سيعرضون الامر على جولدا مائير وموشيه ديان وان الامر سيستغرق ساعة وبالفعل مرت ساعة لكن الرد الإسرائيلي على العرض المصري كان نيران مدفعية قادمة من الخلف أبعدت المصريين قليلا عن الموقع!
وبعد ذلك قال لنا القادة في الخلف عبر اللاسلكي ان لديهم خطة لتهريبنا وكانت لا تعد سوى الخروج من الموقع فجرا وكل منا يحمل في يده رشاشا لكي يركض نحو الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على بعد كيلو ونصف شرقا وكان تنفيذ هذه الخطة يستلزم منا عبور مئات من القوات المصرية التي تحاصرنا،وهنا سألت القادة ما هي احتمالات نجاتنا بهذه الخطة فأجابوا«من يريد أن يعيش عليه أن يجري». وعندما شرعنا في الهروب فوجئنا باختفاء ثلاثة من الجنود بشكل غامض واتضح انهم لقوا مصرعهم بسبب القصف.
الركض لم يستمر سوى خمسين متر في تقدير الإسرائيليين حيث سقط اول أسيرين وهو ما وصفه أحدهما بقوله : صعدنا لتل مرتفع وعندما هبطنا وجدنا المصريين ينتظروننا وقد وقفوا منتصبي القامة،وعندما تردد أحدنا في القاء سلاحه تم إطلاق النار على قدمه،وتم إلقاء القبض علينا بسهولة مثلما يتم جمع البيض من عشة دجاج!
أحد الأسيرين حاول استرحام المصريين فقال لهم انني طبيب الموقع وهنا احضر المصريون طبيبا مقاتلا واستجوب الأسير. وكان بقية الإسرائيليون يركضون بالعكس للدخول ثانية للموقع بعد أن صاح أحدهم «فخ.. المصريون هنا عودوا ». داخل الموقع كان الوضع سيئا فقد القينا قنبلة على بعض الأجهزة قبل مغادرة المكان وهنا أرسل لنا المصريون ثانية زملاءنا لكي نستسلم وهذه المرة منحونا ساعة كمهلة أخيرة بعدها سيقتحمون الموقع ويحرقونه بمن فيه.
اعتداءات خطيرة
وفي النهاية وافق الجميع على الاستسلام باستثناء اصغر الموجودين سنا ويدعى «بسيس» والذي هدد بدون سبب مقنع بأنه سيطلق النار على كل من يستسلم. وفي النهاية أقنعناه بالخروج من جانب على أن نشغل المصريين في الجانب الآخر لكي يستدعى قوات لإنقاذنا،وفي النهاية خرجنا من المكان وقد تركنا خلفنا جثث زملائنا ونحن نعلم أن المصريين سينقلوها لإسرائيل بعد مرور 14 شهراً على الأكثر بما فيها جثة زميلنا الذي قرر محاولة الفرار بمفرده. القائد المصري والذي كان يشبه أنور السادات استقبلنا بشكل متزن ونموذجي.. صافح قائد الطابور الإسرائيلي المستسلم وفي وجوده لم يتم ضرب أحد من الأسرى. المثير للسخرية ان الأسري تعرضوا بعد ذلك لاصابات لكنها كانت نتيجة قصف إسرائيلي بالنابالم (المحرم دوليا.(بعد ذلك تم اقتياد الأسرى لعبور القناة ومن هناك تم نقلهم بالحافلات للسويس حيث تم هناك تجميع الأسرى الإسرائيليين وإرسالهم للقاهرة . وهي الرحلة التي وصفها الأسرى بأنها مرعبة بعد وضع أشرطة على أعينهم وتقييد أيديهم . بعد ذلك تم تصوير الأسرى صورا فوتوغرافية وعندما عرض المصريون أن يتطوع أحد الأسرى للحديث للتلفزيون تطوع الكثيرون حتى يراه أفراد أسرته وبالفعل سجل أحد الأسرى حديثا مع التلفزيون الأردني شاهده أفراد عائلته في إسرائيل. وبالنسبة للضغط النفسي على الأسرى فلم يتجاوز الإدعاء بأن اليوم سيتم فيه تنفيذ حكم بالإعدام فيهم ثم يتم التراجع عن التهديد في اللحظة الأخيرة .
ـ كيف كانت التحقيقات معكم؟
ـ كان يتم اقتيادنا في منتصف الليل في البرد نصف عرايا وكان هناك محقق واحد يتحدث العبرية بشكل ممتاز وعلمنا انه يعمل في الإذاعة المصرية الموجهة بالعبرية لإسرائيل. بالإضافة للمحقق كان هناك طاقم من المخابرات المصرية،لكن هذا المحقق كان دائما أفضل من تعامل معنا ويبدو ان هذا كان توزيع أدوار متفق عليه. فقد تحدث معي عن الفلسفة والسياسة الدولية تاريخ اليهود وأعمالهم الروائية.
كان مثقفا للغاية ويعرف عنا الكثير! وفي النهاية جاوبت عن كل اسئلتهم بلا استثناء.
ـ ألا ترى في ذلك خيانة لإسرائيل؟
ـ لا فقد كانوا يعرفون أكثر مما لدي من معلومات، وعلى أية حال قررت ان اقول مالدي،على طريقة «أنا ومن بعدي الطوفان».
ومن ناحية أخرى وصل التعاون مع المحققين لدرجة أن احد الأسرى وافق على توجيه نداء عبر الراديو المصري الموجه لإسرائيل (كان يحقق نسبة استماع كبيرة) طالب فيه اليهود الشرقيين المضطهدين للانضمام للمصرين ضد الغربيين العنصريين بهدف إقامة دولة على أساس العدل.
لم يدع أحد من الأسرى أنه رأى اعتداءات خطيرة أو حالات قتل لأسرى كانوا معه لكنهم أشاروا الى انهم لا يزالون يعانون من الخوف حتى بعد مرور 28 سنة على إعادتهم لإسرائيل طبقا لنتائج مباحثات الكيلو 101 حيث يرتعدون من كل من يربت على أكتافهم ولا يستطيعون أن يتمالكوا مشاعر الخوف داخلهم لو سمعوا صوت طرق مفاجيء على الباب مثلا.
حيث لا يزال أثر هذه الحرب ماثلا في نفس كل إسرائيلي وكأنها اندلعت بالأمس ولم يمر عليها ثلاثة وثلاثون عاما كاملة، عدد من ضباط وجنود الجيش الذي كان يعتقد أنه لا يقهر جيش الصهاينة،
كانوا محتشدين في موقعين حصينين من مواقع خط بارليف أدلوا هذا الأسبوع لأول مرة في «معاريف» بأسرار جديدة عن كيفية خداع الجيش المصري لهم وفشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية في التنبؤ بالحرب حتى قبل اندلاعها بدقائق لدرجة أن جنود الاستخبارات كانوا سعداء عندما رأوا في يوم السادس من أكتوبر المصريين ينزعون شباك التمويه عن صواريخ سام 3 فقد اعتقدوا أنهم حصلوا على صور نادرة للصاروخ ولم يدركوا حتى في هذا التوقيت المتأخر أن الجيش المصري يتحرك.
كان موقع «لطوف» أحد 16 موقعا حصينا تشكل خط بارليف ولعله كان أهم هذه المواقع فهو يقع عند جنوب القناة (الكيلو 135) عند نقطة التقاء البحيرة المرة الصغرى بقناة السويس وهو يمتد لنحو كيلو متر وينقسم في الواقع لموقعين «لطوف أ» ولطوف بـ «ومع هذا فوجئ مثل غيره من المواقع بعبور المصريين لقناة السويس دون مضايقة تذكر تم سقوط عدد كبير من الإسرائيليين قتلى بعد أن قصفت المدفعية المصرية التي استيقظ النيام على صوتها خطوط الاتصال بين المواقع الأمامية والصفوف الخلفية. المثير للدهشة أيضا هو أن الموقعين الحصينين لم يصمدا أكثر من 24 ساعة وقعا بعدها في الأسر المصري.
ووفقا للأرقام الإسرائيلية كان يدير الموقعين 27 ضابطا وجنديا اعتمادا على قدرة المخابرات الإسرائيلية على التنبؤ بالحرب وسرعة حشد قوات الاحتياطي لقى 10 منهم مصرعهم في القصف المصري على الموقعين ولقى أربعة مصرعهم بشكل غامض لم يعرف حتى الآن بينما استسلم ثلاثة عشر للأسر المصري.
وعن تفاصيل الحرب المريرة قال مجند من اليهود المتطرفين : اسمي شلومو شاحوري وكنت انتمي للكتيبة 68 في اللواء الأورشليمي والذي كان جنوده يشغلون أغلب مواقع خط بارليف الحصين عند اندلاع الحرب وصلت موقع «لطوف» يوم الثلاثاء السابق للحرب أرسلني قائد الموقع لـ «لطوف بو» الذي كان مخصصا بشكل أساسي لأعمال المراقبة نهارا والتي عند انتهائها يعود الجنود الإسرائيليون للموقع الرئيسي،وبالفعل رأيت بالنظارة المعظمة قائد كتيبة مصرية يشبه أنور السادات بدرجة مذهلة وهو يوجه جنوده ويرشدهم بحزم لطريقة الهجوم،أبلغت قادتي بأنهم يستعدون لاحتلال موقع «لطوف»، لكني من داخلي كنت لا أصدق ان الحرب ستندلع بالفعل.
ويلتقط خيط الحديث«بني فينشتين» حيث قال : لم يحذرنا أحد فوجئنا تماما على الرغم من إننا لاحظنا قبل اندلاع الحرب بعشرة أيام تحركات،لكن عندما ابلغنا المخابرات العسكرية بها سخروا منا وقالوا : هل أنتم واثقون أنها دبابات وليست مدافع، كيف عرفتم أنها دبابات؟
وعن المشاعر المتباينة عند بدء الحرب قال «اساف جوتسفيلد»: كنت نائما ظهر يوم السادس من اكتوبر واستيقظت على القصف المصري وادركت على الفور انه سيقطع خطوط اتصالنا مع الصفوف الخلفية. بينما قال كوبي شنيدرمان : كنت اعتقد عند بدء الهجوم اننا سنستطيع بمعاونة بقية الخطوط من خلفنا صد المهاجمين ودحرهم على الفور.
وفي موقع «لطوف ب» كان يوجد رجال المخابرات العسكرية وكانوا مستقلين بمعنى انهم لا يتبعون قائد الموقع.. ومن بينهم «جيورا ماركس» و«موتي بن اسحق» يراقبون منذ الصباح وفجأة انطلقوا يغنون ويرقصون واستدعوا قائد الموقع لأنهم استطاعوا تصوير صواريخ «سام 3» بعد أن نزع عنها المصريون شباك التمويه دون أن يدرك رجال الاستخبارات الإسرائيلية أن الحرب ستندلع الآن وانهم بعد دقائق سيعانون اليأس والإحباط وسط الحصار المصري المطبق عليهم.
وفي الاطار نفسه قال : «شحوري» قائد الموقع لم نعلن حالة الاستعداد لتلقى هجمات الا في الواحدة و النصف ظهرا ولم يلتزم بذلك عدد من الجنود وظلوا يسخرون مني ويرفضون الدخول للتحصينات حتى بدأ قصف المدفعية ولم أر أحدا ممن كانوا يجادلوني بعد ذلك.
ـ كيف رددت على القصف المصري؟
ـ كان قصفا مرعبا ولم استطع الا أن احاول امتصاص هذه الهجمات بأقل خسائر،لكن الأرض كانت ترتعد من حولنا،وكنت انا ايضا ارتعد من الخوف، واول ما خطر على ذهني هو ان زوج شقيقتي لقى مصرعه في حرب 67 وانني سأموت ايضا في هذه الحرب!! كما تذكرت ما فعلناه بالسوريين عام 67 حيث التففنا حول المواقع السورية وكل من وجدناه داخل المواقع الحصينة قتلناه! وقلت لنفسي سيفعل بنا المصريون الشيء نفسه.
ـ ماذا فعلت ؟
ـ شربت ماء حتى أقلل من ارتعاد جسمي وعند أول توقف للقصف قفزت خارج المخبأ أحضرت اللاسلكي الآلي الخاص بي الذي كنت تركته في الخارج،وكانت المفاجأة الكبرى أن المصريين استطاعوا فك شفرة موجة اللاسلكي الخاص بنا ودخلوا عليها لأسمع عبر الجهاز الخاص بي تهديدات وسباب بالعبرية! وكانت صدمة مذهلة،كنت اسمع بالعبرية «نحن قادمون لكي نقتلكم» وبالفعل سيطر علي اضطراب غير عادي،ولم يكن أمامي إلا الانتظار.
بالفعل وصل المصريون ووفقا لاعتراف الإسرائيليين فقد قتل كل من كان يتحصن أمام فتحات لاطلاق النيران تجاه الغرب أو الجنوب (حيث مواقع المصريين على الجبهة) على الرغم من أنه وفقا للأوامر فقد بدأ جنود المدفعية داخل الموقع يطلقون الدانات في كل اتجاه وهي التعليمات التي أعطيت لهم لتطبيقها عند حدوث غزو للموقع،كل من كان يطلق النيران لقي مصرعه خلال نصف ساعة فقط!
أما الذين كانوا في «لطوف ب» فقد طلبوا النجدة من الموقع الرئيسي لكنهم اخبروهم بأنهم هم أيضا تكبدوا خسائر وان عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم. وظلوا ينتظرون قدوم المصريين لكنهم فوجئوا بهم في النهاية من الخلف يشرعون في الدخول عبر فتحة صغيرة ولم يتراجعوا حتى بعد أن أطلقنا النيران الثقيلة عليهم ولقى عدد منهم مصرعه. ومع هذا وفي تمام الساعة الثانية والنصف قرر من في الموقع الحصين «لطوف ب» الهروب منه نحو الموقع «لطوف أ» بدعوى استدعاء مدد.
ـ لكن هذه كانت خطوة لا طائل منها؟
ـ كان الموقع سيسقط على أية حال،وكنت أفكر بمفاهيم حرب 67،
وبالفعل وصلت موقع تابع لنا وعلمت بأن قائد الموقع الحصين أصيب كما لقى الكثيرون مصرعهم لدرجة أن الجميع رفض الوقوف أمام فتحات إطلاق النار في مواجهة المصريين،بالطبع كانت توجد سرية دبابات إسرائيلية (11دبابة ) تحاول صد المصريين لكنها تراجعت بعد فترة. وعند منتصف الليل حضرت دبابتان إسرائيليتان دخلت واحدة الموقع «لطوف أ» وبقيت الثانية ملاصقة له من الخارج.
اجابة سلبية
القوة الإسرائيلية داخل الموقع «لطوف أ» اعتبرت أن قدوم الدبابات بمثابة انتهاء الكابوس واستقبلت قادة الدبابات استقبال الملائكة المنقذين وتخيل الإسرائيليون أن ما حدث في حرب 67 يتكرر. إلا انهم صدموا عندما رأوا قائد الدبابة يأمرهم بوضع قائد الموقع المصاب أولا فوق الدبابة ثم اثنين آخرين من المصابين ويهم بالتحرك تاركا إياهم لمصيرهم وهنا تذمروا وطالبوه بأن يرافقهم على الأقل وهم يغادرون الموقع بسيارة مدرعة كانت بداخله، الضابط الإسرائيلي اتصل بقادته لكنه تلقى إجابة سلبية بدعوى أن هناك قوة قادمة لإنقاذ الموقع من السقوط.
وهنا توسلنا الى قائد الدبابة لكي يخرجنا من الموقع وقلنا له نحن نعاني من إنهاك شديد والمصريون اصبحوا تقريبا داخل الموقع،ولايوجد معنا قادة.. وفي النهاية بقينا في الموقع مثل الحمقى!
ومع مرور الوقت بدأت الدبابات التي تقاتل من حولنا تعاني من قلة الوقود،كما بدأت تتكبد خسائر فادحة كنا نسمع هذا في اللاسلكي ونحن نرتعد. وفي الصباح وجدنا دبابات وجنودا يحيطون بالموقع،في البداية اعتقدنا انها قوات إسرائيلية، لكننا رأينا قوات مصرية تعبر القناة بزوارق مطاطية فاطلقنا النار عليها وعندئذ تلقينا ردا نيرانيا قويا للغاية وعلمنا ان اثنين ممن كانوا في الموقع الأمامي «لطوف ب» وقعوا في الأسر المصري. ومن الغريب ان ضابطا مصريا قرر أن يرسل الأسيرين وكان أحدهما يتحدث العربية لكي يدخلا للموقع لاقناع بقية زملائهم بالتسليم. وبالفعل اتصل من كانوا داخل الموقع يطلبون من قادتهم قبول العرض المصري لكنهم ابلغونا انهم سيعرضون الامر على جولدا مائير وموشيه ديان وان الامر سيستغرق ساعة وبالفعل مرت ساعة لكن الرد الإسرائيلي على العرض المصري كان نيران مدفعية قادمة من الخلف أبعدت المصريين قليلا عن الموقع!
وبعد ذلك قال لنا القادة في الخلف عبر اللاسلكي ان لديهم خطة لتهريبنا وكانت لا تعد سوى الخروج من الموقع فجرا وكل منا يحمل في يده رشاشا لكي يركض نحو الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على بعد كيلو ونصف شرقا وكان تنفيذ هذه الخطة يستلزم منا عبور مئات من القوات المصرية التي تحاصرنا،وهنا سألت القادة ما هي احتمالات نجاتنا بهذه الخطة فأجابوا«من يريد أن يعيش عليه أن يجري». وعندما شرعنا في الهروب فوجئنا باختفاء ثلاثة من الجنود بشكل غامض واتضح انهم لقوا مصرعهم بسبب القصف.
الركض لم يستمر سوى خمسين متر في تقدير الإسرائيليين حيث سقط اول أسيرين وهو ما وصفه أحدهما بقوله : صعدنا لتل مرتفع وعندما هبطنا وجدنا المصريين ينتظروننا وقد وقفوا منتصبي القامة،وعندما تردد أحدنا في القاء سلاحه تم إطلاق النار على قدمه،وتم إلقاء القبض علينا بسهولة مثلما يتم جمع البيض من عشة دجاج!
أحد الأسيرين حاول استرحام المصريين فقال لهم انني طبيب الموقع وهنا احضر المصريون طبيبا مقاتلا واستجوب الأسير. وكان بقية الإسرائيليون يركضون بالعكس للدخول ثانية للموقع بعد أن صاح أحدهم «فخ.. المصريون هنا عودوا ». داخل الموقع كان الوضع سيئا فقد القينا قنبلة على بعض الأجهزة قبل مغادرة المكان وهنا أرسل لنا المصريون ثانية زملاءنا لكي نستسلم وهذه المرة منحونا ساعة كمهلة أخيرة بعدها سيقتحمون الموقع ويحرقونه بمن فيه.
اعتداءات خطيرة
وفي النهاية وافق الجميع على الاستسلام باستثناء اصغر الموجودين سنا ويدعى «بسيس» والذي هدد بدون سبب مقنع بأنه سيطلق النار على كل من يستسلم. وفي النهاية أقنعناه بالخروج من جانب على أن نشغل المصريين في الجانب الآخر لكي يستدعى قوات لإنقاذنا،وفي النهاية خرجنا من المكان وقد تركنا خلفنا جثث زملائنا ونحن نعلم أن المصريين سينقلوها لإسرائيل بعد مرور 14 شهراً على الأكثر بما فيها جثة زميلنا الذي قرر محاولة الفرار بمفرده. القائد المصري والذي كان يشبه أنور السادات استقبلنا بشكل متزن ونموذجي.. صافح قائد الطابور الإسرائيلي المستسلم وفي وجوده لم يتم ضرب أحد من الأسرى. المثير للسخرية ان الأسري تعرضوا بعد ذلك لاصابات لكنها كانت نتيجة قصف إسرائيلي بالنابالم (المحرم دوليا.(بعد ذلك تم اقتياد الأسرى لعبور القناة ومن هناك تم نقلهم بالحافلات للسويس حيث تم هناك تجميع الأسرى الإسرائيليين وإرسالهم للقاهرة . وهي الرحلة التي وصفها الأسرى بأنها مرعبة بعد وضع أشرطة على أعينهم وتقييد أيديهم . بعد ذلك تم تصوير الأسرى صورا فوتوغرافية وعندما عرض المصريون أن يتطوع أحد الأسرى للحديث للتلفزيون تطوع الكثيرون حتى يراه أفراد أسرته وبالفعل سجل أحد الأسرى حديثا مع التلفزيون الأردني شاهده أفراد عائلته في إسرائيل. وبالنسبة للضغط النفسي على الأسرى فلم يتجاوز الإدعاء بأن اليوم سيتم فيه تنفيذ حكم بالإعدام فيهم ثم يتم التراجع عن التهديد في اللحظة الأخيرة .
ـ كيف كانت التحقيقات معكم؟
ـ كان يتم اقتيادنا في منتصف الليل في البرد نصف عرايا وكان هناك محقق واحد يتحدث العبرية بشكل ممتاز وعلمنا انه يعمل في الإذاعة المصرية الموجهة بالعبرية لإسرائيل. بالإضافة للمحقق كان هناك طاقم من المخابرات المصرية،لكن هذا المحقق كان دائما أفضل من تعامل معنا ويبدو ان هذا كان توزيع أدوار متفق عليه. فقد تحدث معي عن الفلسفة والسياسة الدولية تاريخ اليهود وأعمالهم الروائية.
كان مثقفا للغاية ويعرف عنا الكثير! وفي النهاية جاوبت عن كل اسئلتهم بلا استثناء.
ـ ألا ترى في ذلك خيانة لإسرائيل؟
ـ لا فقد كانوا يعرفون أكثر مما لدي من معلومات، وعلى أية حال قررت ان اقول مالدي،على طريقة «أنا ومن بعدي الطوفان».
ومن ناحية أخرى وصل التعاون مع المحققين لدرجة أن احد الأسرى وافق على توجيه نداء عبر الراديو المصري الموجه لإسرائيل (كان يحقق نسبة استماع كبيرة) طالب فيه اليهود الشرقيين المضطهدين للانضمام للمصرين ضد الغربيين العنصريين بهدف إقامة دولة على أساس العدل.
لم يدع أحد من الأسرى أنه رأى اعتداءات خطيرة أو حالات قتل لأسرى كانوا معه لكنهم أشاروا الى انهم لا يزالون يعانون من الخوف حتى بعد مرور 28 سنة على إعادتهم لإسرائيل طبقا لنتائج مباحثات الكيلو 101 حيث يرتعدون من كل من يربت على أكتافهم ولا يستطيعون أن يتمالكوا مشاعر الخوف داخلهم لو سمعوا صوت طرق مفاجيء على الباب مثلا.